لم يعد يقتصر عمل الروبوتات على الخدمة المنزلية والصناعية فحسب، فمنذ أول عملية جراحية أجريت على يد روبوت عام  1985 شهد العالم تحولاً تكنولوجياً غير مسبوق وسرعان ما تطورت العيادات الروبوتية حتى أصبح يعتمد عليها بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكوريا.

ما هي الجراحة الروبوتية؟

تعتمد أنظمة الجراحة الروبوتية على أربعة أذرع ميكانيكية حيث يمكن لكل ذراع حمل أداة جراحية مصممة لمهمة معينة. تحتوي أدوات الجراحة الروبوتية على مفاصل صغيرة تكون كمعصم اليد البشرية، فتعطي هذه المرونة درجات إضافية من التحكم ، وخلال الجراحة يمكن لفريق غرفة العمليات تغيير الأدوات بسرعة واستبدالها حسب حاجة العملية.

وخلال الجراحة ، يجلس الجراح في وحدة تحكم خاصة، فيها شاشة فيديو متصلة بكاميرا صغيرة عالية الدقة وثلاثية الأبعاد مرفقة على أذرع الروبوت وتسمح للجراح أن يرى ويراقب عن قرب تفاصيل العملية كما هي.

مزايا وفوائد الجراحة الروبوتية

تسمح الجراحة الروبوتية بإجراء العديد من العمليات المعقدة بدقة ومرونة تحكم أكبر مما هو ممكن باستخدام التقنيات التقليدية والأيدي البشرية. فعادةً ما تكون الجراحة الروبوتية جراحة طفيفة التوغل أي عمليات تتم من خلال شقوق صغيرة ولا تحتاج الى شقوق عميقة كالتي تجرى على أيادي الأطباء.

ويمكن للجراح التعامل مع الاذرع بدقة عالية باستخدام أجهزة تحكم الكمبيوتر ليتحكمم بها. ان دقة الذراع الروبوتية أعلى من دقة اليد البشرية لأنها أكثر ثباتًا كما وتضمن الاجراءات المبرمجة في نظام الروبوتات عدم وصول الأدوات إلى غير المكان المحدد بالظبط. وتعد الجراحة الروبوتية أقل خطورة من الجراحة البشرية.

ولأن شقوق العملية التي تجريها الروبوتات هي شقوق صغيرة، يكون المرضى عادة أكثر راحة بعد الجراحة بالمقارنة مع الشقوق الأكبر للجراحة المفتوحة. وهناك حاجة أقل لمسكنات الألام وقد لا يحتاج المرضى لمسكنات أبداً.

ويمكن للمرضى العودة إلى منزلهم في نفس اليوم الذي تتم فيه عملية جراحتهم أو بعد أيام قليلة والتعافي في المنزل واستكمال العمل.

وتعود فائدة الجراحة الروبوتية على كل من المرضى والجراحين فالطبيب الجراح المختص يمكنه أن يعمل أثناء الجلوس في وحدة تحكمه المريحة دون تكبد أي مجهود أو عناء سوا المراقبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرؤية المستقبية للجراحة الروبوتية.

الاحتمالات لمستقبل الجراحة الروبوتية مثيرة ومشرقة ، فالتقدم في علم الروبوتات سوف يؤدي إلى المزيد من العمليات للحالات الأخرى مثل جراحة الثدي والغدة الدرقية والحالات المعقدة كعلاج بعض السرطانات. ففي المستقبل القريب ستساعد التشخيصات الروبوتية على تحديد الأورام الخبيثة والعناصر الأخرى التي قد يصعب رؤيتها بالعين المجردة.

تستمر الجراحة الروبوتية في تحسين ممارسات عملياتها الجراحية الجديدة. ومع استمرار تطور التكنولوجيا وتقدمها، سيتم تنفيذ عمليات معقدة على نحو متزايد. وقد نشهد استبدال طاقم طبي كامل وسنين خبراته الطويلة بروبوت واحد مبرمج فيكفي لاجراء أي عملية.