على الرغم من الاكتشافات التي عرفها الطب الحديث وتطوره، يعيش الطب التقليدي صحوة جديدة اذ ازدادت الاهتمامات بشكل كبير بأساليب الطب الشعبي والطب البديل والعودة الى الطبيعة لعلاج الكثير من الأمراض الشائعة والمزمنة. وأفادت منظمة الصحة العالمية أن ما بين ال65 وال80% من سكان العالم يعتمدون على الطب البديل بشكل أساسي في الرعاية الصحية. فهناك من يرى أن الطب البديل هو طب المستقبل الذي لا غنى عنه والبعض الآخر يقول انه مكمل للطب الحديث. أما آخرون فلا يؤمنون به وبفعاليته معتبرين أنها مجرد عادات غير مثبتة يتم تداولها من جيل الى آخر.
الطب الحديث:
هو العلم الطبي المتعارف عليه والذي يتم تدريسه في كليات الطب حول العالم ويمارس في المستشفيات والعيادات. يعتمد على كتب ومراجع تفصّل وظائف الجسم وأعضائه وترتكز على تشخيص الأمراض التي قد تصيب الاتسان واختيار العلوم الحياتية والكيميائية لصناعة الأدوية ومعالجة هذه الأمراض، اذاً عن طريق مثبت من خلال الدراسات والأبحاث والبراهين العلمية . والهدف الأساسي من العلاج الطبي هو الاستعانة بالدراسات والبحوث والبراهين العلمية والاستفادة من معادلاتها لتحسين جودة حياة الانسان وصحة المجتمع.
الطب البديل:
يعتمد على تجارب فردية أو تراكم خبرات تجريبية وعلى وصفات وطرق تتوارثتها الأجيال. ويتشعب الى عدة أقسام: العلاج بالأعشاب والروائح والتدليك والوخز بالابر والرنين المغناطيسي. ولآلاف السنين، قام الناس في جميع أنحاء العالم بمعالجة المرضى بعلاجات مشتقة من الأعشاب أو الحيوانات وقد تختلف هذه العلاجات من حضارة الى أخرى بحسب الأعشاب المتوفرة.
وغالبا ماً يفضل كل انسان أراد أن يتداوى، أن يحاول ايجاد الدواء الطبيعي بدل الطبي حيث انه لا توجد للمكونات الطبيعية أثاراً سلبية اذا تم اختيارها بدقة وعناية أو عن طريق شخص متخصص. أما الدواء الكيميائي فغالباً ما يكون له أثار سلبية. والانسان غني عن هذه الأثار ان أحسن ايجاد علاج طبيعي، بديل وفعّال فيتجنب العلاج الطبي والأدوية الكيميائية.
ولكن لا يخلو العلاج بالأعشاب من بعض المخاطر لأنه أكثر ما يعتمد عليه هو التجارب وقد طُوّر اعتماداً على معتقدات وثقافات معينة، على عكس الأدوية التي يُجرى اختبارها وتطويرها لذلك قد يكون الطب الشعبي غير فعال في بعض الحالات المرضية، وبسبب قلّة الدراسات المتعلقة بالأدوية الشعبية والطب الشعبي، قد تحدث بعض المشاكل والآثار الجانبية كنتيجة جرعات زائدة، لأن تعليمات الجرعات تعتمد على التخمين، ويمكن أن تتفاعل بعض الأعشاب المستخدمة في العلاج مع بعضها البعض، لذلك قد يتسبب الطب الشعبي بحدوث مشاكل بسيطة كالحساسية، أو قد يؤدي أحياناً الى الوفاة.
وأكبر دليل شهدناه مؤخراً في ظل جائحة وباء كورونا ومع انطلاق الكثيرون للبحث عن علاجات طبيعية الأّ أنها جميعها لم تجدي نفعاً وكان لا بد من أشهر طويلة لتحضير لقاحات طبية.
أي العلاجات أختار؟
قبل اللجوء الى أي علاج طبي أو بديلي لا بد من إستشارة طبيب أو متخصص للاستفسار عن الحالة المرضية وكيفية العلاج بالأدوية أو بالأعشاب ومن ثم تحديد الاختيار بما يناسب التكلفة وضمان الشفاء دون حدوث أي عوارض سلبية.